top of page

عطر الاثرياء

تصف هذه العبارة الرائعة رحلة نبات الباتشولي (Patchouli) بحد ذاتها في عالم العطور والتاريخ.

​"عطر الأثرياء الذي لا يشيخ" ليس بالضرورة عطراً واحداً محدداً، بل هو وصف لمكون الباتشولي نفسه الذي اكتسب هذه القيمة التاريخية والثقافية:

​رحلة الباتشولي: من طارد للحشرات إلى عطر النبلاء

​المنشأ والاستخدام المبكر (طارد للحشرات):

​أصل الباتشولي يعود إلى جنوب شرق آسيا، ويُعرف اسمه في اللغة التاميلية باسم "باتشاي إيلاي" (أي "الورقة الخضراء").

​في البداية، لم تكن رائحته هي الهدف الرئيسي، بل استخدمت أوراقه المجففة قديماً كـ مادة حافظة وواقٍ لوقاية الأقمشة الثمينة، خاصة الكشمير والحرير القادمة من الهند والصين. كانت توضع بين طيات الأقمشة لـ طرد العث والحشرات وحمايتها من التلف خلال الرحلات الطويلة.

​الوصول إلى النبلاء (عطر الأثرياء):

​في القرن التاسع عشر، وتحديداً في أوروبا، أصبحت رائحة الباتشولي الغنية والترابية والخشبية مرتبطة بشكل وثيق بالأقمشة الفاخرة المستوردة من الشرق.

​كان النبلاء والأثرياء هم الوحيدون القادرون على شراء هذه الأقمشة المستوردة (الشالات والأوشحة)، ولذلك ارتبطت رائحة الباتشولي بها وأصبحت رمزاً للثراء والرفاهية والفخامة والنخبة الاجتماعية.

​العطر الذي لا يشيخ:

​منذ ذلك الحين، رسخ الباتشولي مكانته كـعنصر أساسي لا غنى عنه في صناعة العطور الفاخرة، خاصة العطور الشرقية والتشيبر (Chypre).

​توصف رائحته بأنها "لا تشيخ" لأنها قوية وعميقة ودافئة، وتعتبر من أهم المكونات في قاعدة العطر لما تمنحه من ثبات وعمق وطابع غامض وجذاب، مما يجعل العطر خالداً ومناسباً لكل الأجيال.

 
 
 

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page